الموضوع الموضوع

Publié le par Blog.Bazar.Bavard

 

http://www.only-apartments.com/images/only-apartments/1510/cerveau-homme-femme.jpgبعدما ارتفعت صيحات المطالبة بالحرية أو الحرية الديمقراطية أو الديمقراطية الحرة - لم نتأكد بعد - و بعدما تعالت المطالب فوق القوانين الوضعية التي كنا بالأمس القريب نطالب حكوماتنا بتطبيقها فقط و ننادي بأن "القانون فوق الجميع" و بعدما تجرءنا عليها و على كل الخطوط الحمراء أصبحنا لا نميز بين أطياف ألوان  الحدود المشروعة و الموضوعة. انقسمنا و تفرقنا و حلقنا بشعارات و مطالب تتشابه في  ظاهرها و متناقضة في جوهرها، أعتقد  أننا لم نفهم ما نريده فعلا، نريد حلولا كثيرة لمشاكل متراكمة بأطروحات متراطمة كأمواج بحر هائج سرعان ما تنكسر على الصخر الأصم، نريد أن نصل إلى الهدف الجاهز،  مشهد رهيب، ربما مذهل لكنه هيهات أن يكون ممتعا- و كأني على حافة واد جارف يجر الأغصان و الأحجار أو كأني أنظر إلى طيور الزرزور في موسم الهجرة و هي تتموج في السماء لا يظهر غدوها من إيابها،  و كأننا قطيع غنم فر من قصورة
  كثيرون هم،  الذين يخلطون بين المطالب الأساسية و المطبات السياسية، فتجدهم مثلا يطالبون بالحرية و لكنهم لم يعرٌفوا حريتهم و لم يحدٌدوا معالمها و لا خواصها و لا خصوصيتها بالنسبة لمجتماعاتهم، فهم يطالبون تارة بالحرية و طورا بالتغيير، و تارة أخرى يتكلمون بمشروع مجتمع جديد مغاير و غريب عن مجتمعاتهم، و مرة أخرى تراهم في كل هذا و ذاك يرفضون التأقلم مع الوضع القائم أو الذي سيقوم محلٌه، و كأنٌ كلٌ فرد يريد أنْ يكون أمٌة لوحده. إن لم يكن هذا هو الهوى بعينه فإني أشهد العالم أني قد أسلمت للجنون، و أول التغييرات التي يركزون عليها هو تحرير المرأة و إعطائها أقصى الحقوق و أدناها بدعاية المساوات مع الرجل و يغفلون أو يتغافلون بأن الرجل نفسه لا يساوي رجلا أخر في أبسط الحقوق، و الغباء أن يصدر هذا من شعوب مهضومة الحقوق و مستواها الاجتماعي تحت قاعدة الهرم و يسعون إلى بناء رأس الهرم على قشة رثة و هشة، ينادون بكل افتخار بالمساواة بين المرأة و الرجل و يدققون على أن تكون هاته المساواة بالمعني اللبرالي الحديث الذي يعني - فيما بعد -  لا مساوات و لا عدل، و أقل ما أقول عن -هذه المساوات- أنها مشروع خبيث يهدف إلى  تشتيت الأسرة و تفكيك المجتمع  و القضاء على الروابط الأسرية و العائلية، و بالتالي
الابتعاد عن النواهي الشرعية، و اختراق كل إشارات الوقوف، مشروع رائع لتهديم نموذج يحترم النواميس الكونية في تكوين الشعوب، لأنه يستمد قوته من الأواصر العرقية القوية ومن معرفة الأنساب، و بزوال هذا النموذج تصبح الأفات الاجتماعية مثل الطلاق و الزنى و التعدد- الغير شرعي- للأزواج، عملية آلية، و مع مرور الأجيال يُصنَع المجتمع الجديد تلقائيا، مجتمه مزيج و هجين، ذو أصول مجهولة، فتضيع  الهوية و تنكسر روح الجماعة الطبيعية المبنية على القيم الأخلاقية لتقوم محلها العلاقات المادية و المصلحية المبينة على الإنحلال فيسهل بعد ذلك الاحتلال،
القضاء على الواعظ الديني و القائد الإثني  و الشريك الإديولوجي هو بمثابة قطع الحبل الذي يربط حزمة العيدان فتتبعثر، و بعد ذلك فقط يمكنك أن تكسرها أو أن تشكلها و تصنفها، فالواعظ أو القائد أو الشريك هو الذي يعطي معنى لتماسك المجموعة، و القضاء عليه وحده الذي سيسمح بادماج الدخيل أو الغريب في هذه المجموعة، فغياب فكر الجماعة
سيترك مجال القناعات الفردية مفتوحا لكل التيارات الفكرية الجديدة و يعطي حظا أكبر للفلسفات الوثنية في التمكن من ذهنية الفرد و تسهل مهمة التحكم في عقيدته و عواطفه و تشكيله على أي دين أو نظام جديد, لأنه سيصبح فردا مدنيا مبرمج و موجه

 المناداة بحرية المرأة بالمعني الحديث و بلمفهوم اللبرالي الغربي دليل على التشكيك في عدالة الله و انتنقاص لكماله -عز و جل- و تشكيك لرسالة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم

باختصار، الأمة العربية و الإسلامية التقليدية من المنظور الجيوسياسي، بدأت في حفر قبر وأدها حية مع قيام ثورات التخريف، بسبب إيمان شعوبها بعقيدة المصطلحات التغريبية، و هذا يدل أيضا على التعفن الذي أصاب المنظومات التربوية لمجتماعاتنا و انهيار قيمة الأخلاق و العمل -اللتان تعتبران وجهين لعملة وحدة- في بورصة الثقة بوحدة الأمة، و لم يبقى لنا إلا أن نفكر في إيجاد الأرضية الخصبة التي يمكن أن تصلح لبعث، أقول بعث، روح التجديد لصنع مجتمع بمقاييس نظامية إسلامية، و لن يتأتى ذلك في أرض الإسلام التقليدية التي أصبحت أرضا بورا لأي مشروع تربوي إصلاحي - لكن قبل هذا يضل أي حديث عن الأمة و الوحدة و الحرية موضوع موضوع، للأسف

 

و أنت ما رأيك؟؟؟

أنتظر تعليقاتكم

ملااحظة : إذا كان هناك أي فكرة غامضة، أخطاء إملائية أو لغوية، رجاء راسلوني على عنوان الموقع أو في تعليقاتكم و
شكرا

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article